تستغرق رحلة السفر التقليدية بين روسيا والولايات المتحدة أكثر من عشر ساعات بالطائرة، تقطع خلالها نحو تسعة آلاف كيلومتر.
لكن هذا الموسم من كل عام يوفر فرصة خاصة جدا، للانتقال بين البلدين “مشيا على الأقدام”، وخلال دقائق قليلة.
ورغم البعد الجغرافي الكبير بين البر الأمريكي الرئيسي، والمناطق ذات الثقل السكاني في روسيا، إلا أن حدودهما متقاربة جدا في حقيقة الأمر.
وفي الواقع، فإنها 3.8 كيلومترات تحديدا هي التي تفصل بين جزيرتي ديوميد الكبرى والصغرى، وبينما تتبع الأولى للأراضي الروسية، تعتبر ديوميد الصغرى جزءا من أراضي ولاية ألاسكا الأميركية.
ويفصل بين الجزيرتين مضيق “بيرينغ” الواقع في المحيط الهادي بمسافة لا تتعدى بضعة كيلومترات.
ووفقا لموقع المعلومات التابع لحكومة ولاية ألاسكا، فإن مسافة 3.8 كيلومترات الفاصلة بين الجزيرتين يمكن قطعها مشيا في الشتاء، عندما تتجمد المياه ويختفي الفاصل الطبيعي بين الدولتين.
وعُرف الممر بين البلدين تاريخيا باسم “الستار الجليدي”.
وأتت تسمية الجزيرتين من اسم القديس اليوناني، ديوميد، بعد أن شاهدها البحار الدنماركي الروسي، فيتوس بيرينغ، في يوم عيد القديس عام 1728.
وشارك مغرد صورا على تويتر، تظهر إمكانية رؤية روسيا من الولايات المتحدة، أو كما وصف “آسيا من أميركا” بالعين المجردة.
— Gio Ve (@Pillandia) March 24, 2019
وتصف ناسا جزيرتي ديوميد الكبرى وديوميد الصغرى بأنها “جزر الأمس والغد”، نظرا لمرور خط التوقيت الدولي بينهما، والذي يفصل تلك المسافة القصيرة بـ21 ساعة.
وفي عام 2011، وافق الكرملين رسميا على إنشاء نفق بطول يقارب 100 كيلومتر بين ألاسكا الأميركية وسيبيريا الروسية، مرورا بالجزيرتين، الأمر الذي شهد دعما من الجانب الأميركي، لكنه لم يرَ النور حتى اليوم.
وتعود الأفكار بهذا الخصوص إلى عام 1994، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، بهدف “إذابة الجليد” في العلاقات بين البلدين.
— David Reamer (@ANC_Historian) December 20, 2020